حاورت باميلا كسرواني اللبنانية هلا غريب، صاحبة فكرة “ألعابي”، لتحدثها بالتفصيل عن ولادة الفكرة والأهداف التي دفعتها للاهتمام بإيجاد أفضل طريقة مسلية لتعليم اللغة العربية لأطفالنا.
“أريد أن أعلّم أولادي اللغة العربية وما أثار غضبي هو أنهم يأتون من الروضة ويبدأون بدندنة أحرف الأبجدية الإنجليزية وليس العربية… ما العمل؟ هل أغني لهم “ألف باء بوباية”.. لا بد من التجديد”. قد تختصر هذه العبارة أحد أبرز الأهداف التي دفعت هلا غريب، هذه الأم لولَدين والمقيمة في لندن إلى إطلاق مشروعها لتعليم اللغة العربية للأطفال أينما كانوا.
ولا شك أن حبها للغة العربية الذي تطوّر مع دراستها الجامعية وتخصصها بالترجمة هو دافع آخر لسعيها لنشر اللغة العربية بين الأطفال، سواء كانوا في المهجر أو الوطن العربي أو حتى لسعيها لمساعدة أي شخص يريد تعلّم هذه اللغة. وتقول بحسرة “تعلّمت في الترجمة كم أن اللغة العربية جميلة. في المدرسة، لم يعلّمونا أن نحب العربية. أنا كنت أعتبر نفسي أنني لا أفقهها ولا أعلم كيف أعرب.. ولكن الموضوع لا يقتصر على الإعراب والإملاء”.
وتتابع “اللغة العربية أجمل من أن تكون صعبة ومن هذا المنطلق، أود أن أسهل هذا المفهوم الخاص بها(..)أريد المحاربة من أجل هذه اللغة”؛ اصرار ازداد عندما استحال عليها إيجاد مواد مسلية وسهلة لتعليم أولادها لغتها الأم. فالأهم، بالنسبة لها، “ايصال هذه اللغة بطريقة سهلة، مبسطة، وواضحة للطفل”.
من هنا، باشرت هلا الحديث مع أشخاص عدة وتعرفت على مصممة بريطانية- هي أيضاً أم لـ 3 أولاد- وعملتا سوياً لتصميم ألعاب جذابة استناداً إلى تجربتهما وما يحبه أولادهما. حصل كل ذلك قبل سنتين ونصف لكن الشركة لم تنطلق إلا في سبتمبر الماضي لاسيما بسبب ولادة ابنتها ومشاكل التصنيع في الصين… وعلى الرغم من كل العقبات، نجحت في إطلاق أوّل منتجات “ألعابي” ألا وهو بازل صوتي لتعليم أحرف الأبجدية العربية؛ لعبة قد تكون مرتفعة الثمن (نحو 40 دولاراً) على حد قولها إلا أن ذلك يُعزى إلى نوعية الخشب الجيدة وإلى أنه لا يحتوي على أي شوائب كما يأتي ضمن كيس قطني صديق للبيئة ويطابق معايير الألعاب في الاتحاد الأوروبي.
لم تنطلق “ألعابي” منذ فترة طويلة إلا أنها بدأت تتلقى العديد من الطلبات. وترى هلا أن العمل على التسويق ضروري من أجل جذب المزيد منهم. وهذا هو هدفها المقبل قبل التفكير أو إطلاق أي منتج آخر.
ولكن لماذا لعبة البازل؟ هنا تجيبنا هلا “شعرت أنها الطريقة الأمثل للبدء بتعليم أطفالي(..)” وكان لا بد عليها أن تجد طريقة سهلة وبمتناول كل الأهالي لجعل هذه التجربة مسلية لا عبءٍ على أحد. وتتابع “فقلت لنفسي إننّي إذا صنعت لهم هذا البازل الذي يصدر لهم أصواتاً وأنا اساعدهم به، أكون قد علمتهم بطريقة غير مباشرة”.
وتشدد أن كثيرين من المغتربين قد يترددوا في شراء الألعاب الخاصة باللغة العربية لأنها متوفرة في لهجة أو بأخرى أو ربما بالفصحى فقط إلا أنها تنصحهم بأن يتبنى كل فرد اللهجة الخاصة به وأن يعلمها لأطفاله إلى جانب الفصحى. أمرٌ نجح مع ابنها حيث بات يعرف أن القرد هو “سعدان” باللهجة اللبنانية وعوضاً عن “ذهب” يعتمدون “راح”…
تؤمن هلا أن اللغة هي عبارة عن غنى وأنه لا بد أن ننقلها لأولادنا هي التي تقول “هناك الكثير من الأولاد عندما يكبرون يلومون أهلهم على عدم تعليمهم اللغة العربية، حتى وإن كانوا لن يعودوا إلى بلدانهم”.
لذلك، أطلقت “ألعابي” على الرغم من شحّ التمويل وصعوبات الإنتاج والتسويق وتطمح إلى تطويرها لتقديم منتجات إضافية.
وبانتظار ألعاب جديدة لطريقة مسلية لتعلّم اللغة العربية، هلا غريب لديها نصيحة لأولياء الأمور، “أسمِعوا أولادكم الأغاني والكثير منها متواجد على يوتيوب. تكلّموا بالعربية من دون أن تُشعروا الطفل أنكم تبذلون مجهوداً لذلك”.
وتأتي هذه النصيحة من شخص يُطبق ذلك في حياته اليومية. فهلا كتبت أسماء ولديها على سريرهما وألصقت الأرقام على باب غرفتهما بالعربية. والسبب؟” كلما يرى ابني شكل اسمه سيعرف أنه اسمه حلى لو لم يكن يعرف أن يقرأ والأمر سيان للأرقام”. وقد تكون الوصفة سهلة: القليل من الجهد والكثير من الوسائل المسلية من أجل الحفاظ على لغتنا العربية.